مذكراتي | يوليو السعيد

by - 11:16:00 م


 


صباح/ مساء الخيرعليكم يا أصحاب!

وأتت هذه التدوينة على غرار العادة مؤخرًا، محاولة لالتقاط الطرف الأخير من مرحلة لذيذة! توثيقًا ليوليو، الشهر المحبب، المحفوف بالخطوات الجديدة، والقفزات الصغيرة نحو المرحلة القادمة.. 

نصف سنة علمني وغيرني وكبرني أكثر مما قد أتصور! الشهور الأولى كانت بداية النهاية والفصل الأخير ما قبل التخرج، تلتها مرحلة الاحتفاء وبهجة الانتصار العظيم، ومن ثم بدأت دوامة الأسئلة ليتأتي بعدها يوليو بأولى بوادر التوازن، ويملأ فجوة الرهبة ببهجة الأمل ولذة الفرص والتجارب الأولى..

أشبه برحلة اكتشاف، عميقة وبعيدة قريبة! أن تسبر في أعماق ذاتك، تتعرى من نفسك السابقة، تتخلص من بقايا مرحلة انتهت لتفسح حيزًا وتُقر تغييرًا عظيمًا، أن تكون إنسان اليوم..

تؤرقني أحيانًا فكرة أنه كيف يمكن للمرء أن يتنزع شيئًا ما تغلغل في نفسه وتأصل بلا إدراك، لكن الإيمان وخلق العادات الجديدة صيرّت دربًا هينًا ولينًا، أحسست بالشمس تشرق على روحي مطمئنة ومُبشرة، ومع كل شروق تُخط صحف جديدة وتنمو احتمالات لا منتاهية، خارج إطار الخطط وداخل في عمق مقامرات الاكتشاف! 


 


اليوم، وبعد مرور سبعة أسابيع من اليوم الأول من قراري بالخروج من منطقة راحتي، وخطواتي المتسارعة تأخذني إلى مكان جديد لم تطآه قط، بعد أن قررت على مضض أن أسجل عضويتي في نادي رياضي، وكلي تظاهر أني لست مترددة بشأن ذلك.. 

انتظرت دقائق حتى تتم العملية وعيناي سارحتان في الفضاء الجديد، دخلت في حصتي الأولى، بدأت أقلد الحركات، يمُنة ويسرة، أجاريهن وأبدد بذلك توتر البدايات، ويعزيني أني لست المستجدة الوحيدة. مرت الأيام، وسرعان ما أحسست أني جزء من الكل، ما أن يبدأ التمرين حتى أتماهى بين الوجوه، نجتمع على نظرات الألفة، وفي مكان قصي في ذاكرتي يتراءى لي مشاهد من فيلم "فضيلة أن تكون لا أحد"، وأنا أتمتع بكوني لا أحد، ضائعة بين مجموعة غرباء، شركاء في الرحلة بلا أسماء. 

وكأني أعيش في ذلك الوجود المحدود، مشابهًا في ذلك تواجدي في الحياة مؤخرًا، الوجود المؤطر باختياري أن أكون حاضرة، أو أن أترك نفسي تعوم في سكون وعزلة كائن لا مرئي وسط الناس. 

مع مرور الأيام، ألفت المكان والوجوه، لا أخفي عدم رضاي التام لكني أجد من الراحة ما يرضيني، وتغذي رغبتي في الاستمرار بريق شغف وعطاء لا متناهي في عينّا مدربتي، لها روح زاهية تملأ القاعة مشاعر طيبّة وحماسة لذيذة تدفعني كل يوم. 

واعترف أن ذلك التغيير الفيزيائي الطارئ على جسدي انعكس على نفسي فاكتسبت منه قوةً، ولياقة، وحُبًا! وكأن تلك الحركة باركت أيامي..



 

 

تزامنًا مع تغير جدول يومي، استعدت إحدى هواياتي القديمة جدًا والقريبة لقلبي، وبدأت استكشافاتي وتجارب الوصفات الجديدة والتعرف على قيمة المكونات النظيفة صحيًا، خبزت مرارًا، وكونت وصفات متنوعة، وجل محاولاتي أن أحافظ على هذه الهواية بأبسط حللها، وأن لا أفقد دهشة التجارب فيها..



أيام عابرة، ولحظات لطيفة


تأملات الطرق، بين النوافذ

  

احتفالات صيفيّة 


 

بداية جديدة، خطوط بسيطة، والكثير من التخفف.



 

مشاهدات الشهر المميزة، انغماس وحماس لا يوصف ملأ الكثير من الأيام ورافقني مشيًا أو على خط سريع، ويضاف إلى المجموعة مسلسلي Good Girls ، و When They See Us 


 

سكة سفر، مرارًا...


 

 

 

 

مشوار في المدينة، بين الشوارع والناس..

 


توثيقًا للمرة الأولى. 


 

ذكرى الميلاد الثالثة والعشرين، في تعداد التاريخ كبرت مرة، وفي تعداد الحياة كبرت هذه السنة مرات! كان يوم سعيد غمر الأصحاب فيه قلبي بكل الحب والأمنيات الحلوة، ممتنة ومحظوظة جدًا! 
وفي ذكر الأحداث السعيدة يجدر بي ذكر أني التقيت للمرة الأولى في ذلك اليوم، مع صديقة بعيدة عن العين وقريبة جدًا للقلب، صديقتي الفنانة إيكا :)

 

رسائل الأماكن، نتعلم أشياء جديدة.. 




 


كان سخيًا ببهجته وعطاياه الغير المتوقعة..

اعترف إني لازلت أحاول استعادة لياقتي الكتابيّة والتدوين مجددًا، وتوثيق هذا الشهر خير بداية لعودة جديدة، وتأملي فيها كبير! كما اعتدنا نتشارك الخطوات الصغيرة ونكبر معًا..

يوم طيب، وشكرًا لوقتكم! 

You May Also Like

1 التعليقات

  1. اهلا صديقتي مريم،
    اسلوب سردي بديع ولذيذ للغاية مع تفعيل للمصطلحات بشكل مثري للغاية ساهمت في انها كانت سبب في اشاركي التجربة وكأني اعيشها معك بمتعة لامتناهية اشكرك عليها.
    بالطبع استطعتي توظيف الكلمات والجمل لتقدمي لنا هذه التحفة الادبية بنفس الشكل الذي استخدمتيه عندما وظفتي تبدل ‏الأحوال ‏والأيام الماضية لتكون سبب في تطوير ذاتك وواقعك احسنتي صنعاً.
    *المعذرة على الاخطاء اللغوية والنحوية فمنكم نتعلم :)
    كل الشكر والامتنان

    ردحذف

Instagram