مذكراتي | سطورٌ كتبت على عُجال

by - 7:34:00 م


صباح/مساء سعيد وأوقات جيدة لكم

هذه التدوينة القصيرة وليدة اللحظة والغير مُخطط لها قد تتشابه كثيرًا مع سابقتها بالرغم من وجود الجرف الكبير الحائل بينهما، وكأنمها كانتا التوأمتان الأشد ارتباطًا والأشد اختلافًا في الآن نفسه

وكما حدثتكم كثيرًا عن كيف أن الكتابة تجذبني إليها من حيث لا أشعر ومهما جافيتها، ابتعدت، وطال البُعد ستجد إليّ سبيلًا، وبالنسبة لشخصٍ مؤمن جدًا بإشارات القدر وتأويل الصدف إلى دلائل يهتدي بها حينما يظلم الطريق، كان ذلك ما أدى بي إلى هنا وقراري بأن أكتب ولو سطرًا.. 

"تحديث:
الحياة التي ظننت أنني تنفستها أخيرًا، قد ابتلعتني، مضغتني، ثم لفظتني على قارعة الطريق.. مسخًا، هشًا، مُختزلًا، لا يعلم له ملجأً إلى عند الله..
ما عدت أنا ولا عاد المكان المكان ولا الزمان الزمان، هل لنا أن توقف برهة لعلي أجد إلى تفسير هذا سبيلًا؟"

وهنا أترك آخر ما دونت في ملاحظاتي لما ضقت ذرعًا واشتدت عليّ مصاعب الحياة، ولا أنكر إني كتبتها وتساءلت في حيرة إن كانت تلك أنا؟ 

 يحدث أن يتبع تحليق الطائر الصغير ذو الجناحين الهشّين الذي أبصر الحياة للتو واشتد بريقها في عينيه أن يقع في قاع الجرف، المكان الأشد حلِكةً وظلمة، تختفي الدهشة تدريجيًا، يتسلل الخوف إلى قلبه، تتسارع النبضات، تحتبس الدموع في محاجرها، يتوه، يمر الوقت، ومشاعر الضياع في ازدياد، يتبع ذلك الوهن ألم جسدي شديد.. 
لم يبصر سوى العتمة، كانت الأوقات كلها ليل..
كان ذلك مُلخص الحكاية، خوف وألم وظُلمة..
ولكن أكانت تلك هي النهاية؟ أتتوقف الحياة حينما نرغب بذلك بشدة؟ 
لا. 
وهنا لمع خيط الأمل في لمحةٍ من نور.. لن تضل كثيرًا ما دام الإيمان ملجأك ومبعث الطمأنينة إلى قلبك، البعد الكبير عن البشر الذين لن يفهموا ما لا تستطيع الكلمات ترجمته والقرب الكبير إلى منارة الله، الكثير من الابتهالات والتوسلات من على سجادة ذلك العبد الكسير الواهن..
القلب الجريح الذي يترجي الدفء والبلسم في شدة البرد، أكان بردًا ذلك أم رجفة خوف؟ 
حتى أن الدموع ولا الأحرف تعبر..

يحدث أن تخاف حتى من نفسك، تهرب منها لا إليها، تقترب من عائلتك كثيرًا، تحتفظ بالبوح إلى نفسك، تبكي بدون دموع، تشاركهم أحاديثهم، تشغل نفسك عما يعج به عقلك، تُخرس الضوضاء لتنعم بذاك الهدوء الزائل الزائف..
تتعود الدعاء، وتنام متفائلًا بالصباح لعل الله يحدث فيه أمرًا فتصحو وكأن ما كان لم يكن، تحاول أن تعطي جسدك قسطًا من الراحة لعل  شعلة ذاك الجنون العارم 
تنطفئ بغتةً من حيث لا تشعر، تحزن على فراق كتبك، القراءة التي كانت تبعث في نفسك السلوى وتنسيك هموم الأيام..

‏"لا تبالِ فستشفى الجراح، وظلام الليل لن يطول" 🙏🏻

يمر الوقت، الوقت المرعب بأرقامه، لكنه الكفيل بمدارتنا ونسياننا لما جرى، تمضي الأوقات الصعبة، يشد الطائر الصغير نفسه، يستمسك بإيمانه فيكون الضياء لطريقه، يستجمع ثقته بنفسه ويسترجع ما كان عليه سابقًا، يبدأ المسخ الضعيف بالتلاشي، تشرق الشمس المُنيرة وتتحق نبوءة التفاؤل بالصباح، ينظر إلى انعكاس صورته فيرى نفسه مجددًا! يختفي المسخ الهش كُليًا، يتعلم الطائر درسًا ويعود للتحليق فالنهاية بعيدة جدًا، أبعد مما نرى..



النهاية، توثيق لليوم الذي أعاد إليّ الروح وكأني عدت أنا من جديد.. 
2 - مارس - 2017 





مطر الفجر الذي بعث فيّ الروح وأعاد لي ذكريات ما دونت عنه في تدوينتي السابقة، تلك المشاعر والأوقات التي ارتبط معها هذا اليوم بأجوائه اللطيفة الباردة وغيومه الكثة التي لبدت أشعة الشمس، تنفست بعمق وقررت أن يومي هذا سيكون مثاليًا ومزاجي لن يتعكر مهما كان، وكان ذلك ما حدث، بدايةً حضرت مُحاضرتي الأولى والتي ذكرتني بكم أحببت الكتابة والعبث بالمفردات وأظن أن ذلك ما جاء بي إلى مُتنفسي ومدوتني، هربًا مما راكمته عليّ الحياة، أعتقد أن هذا اليوم هو أفضل أيامي منذ بدأ هذا الفصل الدراسي.
 شكرًا لله، شكرًا للمطر، شكرًا للعائلة، شكرًا للرفقة الجيدة والوجوه البشوشة، شكرًا للصديقة التي ترقبت هذه التدوينة وأشعلت في عينايّ الحماسة مُجددًا..

شكرًا لكل شيء، امتنان وفرحة إنجلاء الحزن، أهلاً بالحياة. 

شكرًا لوقتكم

You May Also Like

1 التعليقات

  1. جمممممييل جدا!
    كلامتك مع تشبيهاتك يلامسون المشاعر!
    وصف للوضع بشكل دقيق مبدع و عميق حبيت فعلا!
    الحمدالله اولا ثم كذا الدنيا تختبرنا و مهما صعبتها عليها تحب بالاخير تكافأنا ب ايام جميله ك يومك هذا!
    شكرا لك و شكرا لتعابيرك

    ردحذف

Instagram