صباح/ مساء سعيد عليكم يا أصحاب!
أدون في إحدى ليالِ يناير الباردة، محفوفة بترقب الأصدقاء وحرجي الشديد من تأخري وانقطاعي المفاجئ، والذي حاولت إنهائها مرات عدة لكن ها نحن هنا، وها هي الأيام تركض متسارعةً مرة أخرى، مرة تتلو المرة، سنة أخرى تنتهي بالانسلال من بين أيدينا، وبذلك تعيدني لمشاعر ما قلبها، مشاعر ما بين النهاية وما بين التطلع للبداية، أعيد نفسي واستعيد الذكريات، وأدون ما استطعت إليه سبيلًا، بكل الذهول بما جرى، وكأن سنوات العشرينات تحمل في طياتها سنين في سنة، أكبر ويتسع أفقي، أتعلم وأتوه في عالمي اللانهائي..
وفي مثل هذه الأيام أكتب وإذ بي استرجع مراحل التحول والانتقال التي مررت بها خلال العام المنصرم بدأً بشهر البدايات الجديدة، للمرة الأولى خارج إطار الدراسة وداخل مدرسة الحياة المهنية، فترة التدريب، مكان جديد ومرحلة جديدة، وما إن طويت أربعة أشهر كمتدربة، وانهيت بها رحلة الخمس سنوات الجامعية في دراسة التصميم الداخلي، لازلت أحمل مشاعر الاحتفال كفرشات تخفق في صدري، كان ذلك أكبر وأعظم حدث خلال 2019 وخلال أولى عشريناتي بصفة عامة، لم يكن طريقها سهلًا لكن الوصول استحق كل العناء، بعدها وجدت نفسي في فضاء المرحلة الجديدة من التعرف على نفسي القابعة على مقعد من مقاعد مدرسة الحياة..
تغيرت الألوان كثيرًا في عينايّ، رأيت نفسيًا أكثر وضوحًا، ولازلت أبحث عن حالة أكثر استقرارًا، تغير نمط حياتي إلى نمط صحي أكثر، جودة نوم أفضل، صباح طويل ومُنجز، 5-6 ساعات تمارين رياضية أسبوعيًا وأكثر من ذلك تعرفت على أشخاص جدد، تعلمت الكثير، تغيرت علاقتي بطعامي ببمئة وثمانين درجة! صحون أكثر تنوع زاهية بألوان الخُضرة واللذة، طبخت الكثير من الأصناف الجديدة وتذلذذت بكل لقمة، استشعرت مدى اجحافي لنفسي في السنوات الماضية حيث حصرت نفسي في إطار مأكولات محدودة باعتقادي أني أحبها، لكن التنويع في المكونات رغم بساطتها ومحدوديتها أحيانًا إلا أن تغيير النظرة غير كل شيء، حتى أصبح صنف خضار يتشكل يوميًا في تجليات لا تقل لذة عما سبقها، وبعد أن كان الملل لا يعدو كونه الأول خطورًا على بالي عندما استذكر مهام مثل الطهو، غسيل الملابس، أو كنس الغرفة تغيرت ذلك ببطريقةً ما للأفضل، حيث أدركت أهمية الاعتماد على الذات والانشغال بالإنجاز يضع المرء على الطريق الأصح في أغلب الأوقات..
أيضًا دربت وتدربت، تطوعت، وجربت الكثير، وانتقلت من مرحلة السيدة المستقلة الباحثة عن عمل إلى السيدة المستقلة مديرة وقتها وجهدها، أي إني بعيدة عن إطار الموظف الحبيس في قفص الثمانِ ساعات حتى إشعارٍ آخر..
استهلكت كم مهول من المحتوى الذي غلب عليها أن يكون بصريًا في المنصة المفضلة "يوتيوب" غذيت عقلي بذلك كثيرًا، وكتجربة جديدة تعلمت أن أحب الكتب الصوتية وشكل ذلك نصف قراءاتي! تعرفت على دواوين شعرية أبهرتني، وروايات هيجت قلبي، شاركوني الطرقات والرحلات، وشاهدت الكثير من المسلسلات التيلفزيونية والتي كانت ماتعة لفترة ليست بالقصيرة، حتى مللت ذلك وقررت مع العام الجديد العزم على قراءة جديدة بدلًا من أي محاولة استنسزاف وقت على تلك المشاهدات مرة أخرى..
وبالحديث عن التجارب الأولى، حضرت الكثير من حصص اليوقا الجماعية، مع ترددي السابق بشأن ذلك، كانت التجربة ممتعة جدًا والغريب نوعًا ما إني لاحظت وراقبت تقدمي ومرونة أطرافي بعد أن حضرت تلك الحصص، تغير هدفي السابق وهو الاستمرارية وأصبحت أسعى للمرونة والتركيز، والحديث عن ذلك يحفز في الرغبة بمشاركة تجربتي في الحصة السابقة حيث سمحت لي المدربة بقيادة الحاضرات إلى ممارسة بعض الحركات التي تعلمتها ذاتيًا، لا أنكر أن عيناي لم تنفك عن الأرض من فرط الخجل لكني ممتنة جدًا لتلك البادرة اللطيفة! وبالمناسبة حظوظي كانت عظيمة عندما قابلت هذه المدربة التي تحفل روحها بالمرح والكثير من الدعم، والتي سرعان ما كانت إضافة مُبهجة إلى قائمة الأصدقاء :-)
طبخ | وصفات وتجارب في الخبز
خبزت كثيرًا جدًا، وكان أسعد لحظاتي هي إطراءات من تذوق ما صنعت أو أحب متابعة ذلك، عالم جميل استقبلني برحابة
لحظات التخرج المهمة، الحفل، ومسيرة الحفل، العرض الأخير، آخر اختبار نهائي، واستلام الوثيقة ختامًا!
تخليدًا للبدايات، والتجديد، والتغيير!
وأخيرًا، كانت هذه سنة أكثر احتفالًات وتميزًا من أن تمضي دون توثيق، دونت الكثير وخبأت في صدري أكثر من ذلك، سعيدة بما مضى وكلي ترقب لحصاد القادم، إيمان لا يخبو وتوكل عظيم سنة مشرقة للجميع بإذن الله، سعيدة بكم، وأتمنى لكم الأفضل، شكرًا على وقتكم :)