مرحبًا بالأصدقاء!
أكتب لكم في إحدى مساءات شهر رمضان، التي غالبًا ما يشغلها نشاطات تختلف في كل يوم، ولكن في حالتي تغلب عليها الفوضى من جميع النواحي وأعزو ذلك إلى لخطبة النوم التي تقلب نظام الحياة رأسًا على عقب، على فكرة أنا لازلت أتساءل من فرض علينا قبل نظام حياتنا وتحويل النهار إلى ليل والعكس! يغلب على طريقة كلامي السخط ولكنيّ لا أعني ذلك فعلًا، لأنني ممتنة جدًا لهذه الليالي العظيمة المليئة بالدفء العائلي بدأً من تحضير السفرة واللمة حولها، مرورًا بجلسات الخمول الجماعية ما بعد الأكل ومشاهدة المُسليات، وإنتهاءً بوجبة السحور وسوالف الفجريّات ونسيم آخر سويعات الليل، رمضان شهر الكثير من الفرص سواءً دينيًا أو حتى باجتماعنا حول عائلتنا وممارسة أشياء ما كان أشغالنا الثانية تسمح بها، عمومًا هذا ليس موضوعي اليوم ولكن من هنا بدأ تسلسل أفكاري بعد عدة وقفات طويلة في هذه التدوينة
قبل شهرين أو ما يقارب ذلك اقترحت عليّ صديقة أن أدون عن بدايتي في التدوين ولكنيّ فكرت بالموضوع ولم أجد الكثير مما يستحق أن يذكر لذلك ما اقتنعت بالفكرة واستمريت بالتدوين عن متفرقات أخرى لكن قبل عدة أسابيع جاني سؤال وقفت عنده وتأملته وحسيت إني فعلًا أبي أدون عنه!
سؤال غيداء دار في رأسي كثير للدرجة اللي خلتني أترك تدوينة خُطط أن تكون تدوينة هذا الأسبوع لتحل هذه مكانها..
بما إنه مر على دخولي عالم التدوين سنة وثمانية أشهر أعتقد إني أصبحت جديرة بمشاركة هذه التجربة، وأحب أن أنوه إن بدايتي في التدوين تصادفت مع تغييرات وأخرى وقد تكون أثرت عليّ وليس التدوين وحده..
في تلك الفترة كانت قنوات اليوتيوب ومتابعة اليوتيوبرز تستهويني جدًا وتشوقني إني أجرب أشياء جديدة وأغير من روتيني ولكن هل ينفع أكون يوتيوبر؟ لا طبعًا، لا الظروف ولا أنا كنت مؤهلة لخطوة مثل هذه وما أعتقد إنها كانت تشغلني لهذه الدرجة ولكن أقدر أقول إنها بطريقةً ما أدت بي إلى التدوين، تزامنًا مع سنتي التحضيرية تغيرت عادات كثيرة في حياتي ومنها قررت إني أشغل وقت فراغي بشيء ممتع ويطور مني ووقع الاختيار على التدوين بدون تخطيط مسبق ومطول بدأت وكنت متحمسة جدًا وممتنة لهذه الخطوة اللي أدت لنتائج كثيرة ما توقعت إني بوصل لها يومًا ما..
لا يخفى علينا المهارات اللي ممكن تتطور بالتدوين أو بشكل عام الكتابة، أحد أهمها هو إني أصبحت أكثر قدرة على توصيل أفكاري أحببت الأسلوب البسيط المعتمد على تناغم الأفكار وانسيابها وجل اهتمامي يدور حول كيف إن الموضوع يكون ممتع إلى نهايته، كانت بداياتي مع مواضيع تصنيف "مهارات الحياة" اللي كنت أخاطب نفسي بها أولًا وأوصي بها من يقرأ، دائمًا أفكر أغرس بذرة إلهام بسيطة في ذهن أي شخص يقرأ أسطري وإن كنت غير مُحترفة إلى هذا الحد ولكن المدونة عطتني الفرصة والمساحة اللي كنت أبحث عنها، بالإضافة إلى أنها طورت من علاقاتي الاجتماعية وصارت عبارة عن تعريفي بنفسي ببساطة وبثقة أقدر أقول لأي شخص ممكن تقرأني خلال هذه التدوينات، بالمناسبة مدونتي غيرت نظرة كثير أشخاص تجاهي خاصة من لا يعرفون غير الجزء الهادئ والمتحفظ من شخصيتي تفاجئوا جدًا ولا أستغرب ذلك..
الكتابة دائمًا ما تكون الطريقة الأفضل لترتيب الأفكار وتصفية الذهن، أيضًا تعلمت منه الإيثار وحب العطاء وإن أي معلومة أو شيء مفيد مهما كانت بساطته ممكن يفيد شخص ما..
وبما إن القراءة والكتابة متلازمان للأبد ممتنة لعالم التدوين اللي عرفني على الكثير من المدونين اللطفاء واستفدت منهم كثير في البداية كنت أملّ لأني ما أشوف غير مدونات جمال ولكن ما إن توغلت وجدت الكثير من المدونات الغائبة عن الشهرة لكنها تحوي الكثير
قد تتراود في أذهانكم بعض الأسئلة مثل هل يأخذ التدوين الكثير من وقتي ويسبب ثقل على كاهلي؟ لا أبدًا، بالنسبة لي حاليًا التدوين أولوية تستحق الوقت الذي تستهلكه ولا أمانع بالسخاء فيه، مع ذلك لم ولن أرغم نفسي على التدوين ما لم تقفز فكرة ذهبية وتنساب الكلمات في مخيلتي وأجد المتعة في كتابتها، المزاجية ذات سلطة أحيانًا..
خطر ببال بعض الصديقات إني أعاني من فراغ في حياتي وأملأه بهذه الطريقة ولكن من يعرفني بحق ويعرف ما أدون عنه لن يفكر بذلك بتاتًا..
هل أعتبر التدوين جزء مستقل وأفصله عن حياتي الشخصية؟ لا أهتم كثيرًا بما يندرج تحت ما تفعله المدونات الآخريات وأعتبر مدونتي مثل أي حساب في مواقع التواصل ولاأطمح لشهرة، ولكن هذا لا يعني بأني غير سعيدة بمشاهدات مدونتي التي بلغت عددًا لم أتخيله..
لو سألني شخص يرغب أن يبدأ مدونته الخاصة إن كنت أنصحه بذلك أم لا، بلا تردد سأنصحه بذلك بما إني مؤمنة بأن كل شخص يحتاج مثل هذه الفُسحة الصغيرة يشاركنا جانب حلو من شخصيته، وسعيدة بإني شاركت بعض الصديقات خطواتهن الأولى.
ختامًا بمقارنة بسيطة بين قبل وبعد أقدر أقول إن التدوين غير حياتي فعلًا، ويكفيني كونه يحفزني دومًا للأفضل، ويلهمني بإني أتغير..
هذه التدوينة أخذت وقت وجهد كبير مني وترددت في نشرها وأعدت صياغتها مرارًا على عكس ما توقعت! ولازلت أحس إني ما أنصفت الموضوع لذلك سأستقبل أي سؤال أو أي شيء متعلق به بصدرٍ رحب، شكرًا لوقتكم وأتمنى تطلعون على صديقاتي المدونات الجديدات وتعطونهم بعضًا الدعم والحب، سأكون ممتنة جدًا لذلك :)
Rania Mohammed
Cloudia
وهنا صديقة ليست بجديدة على التدوين ولكنيَ أقدر كتاباتها حقًا
أوراق إيكا