مذكراتي | أين كنا وأين صرنا

by - 7:48:00 م




أهلاً يا أصحاب

كيف كانت أيامكم؟ أتمنى إنها كانت مُشرقة. 

 وها نحن هنا مجددًا، محاولة جديدة أحاول فيها التقاط كلماتي لأدون.. 

أسئلة كثيرة تدور في رأسي ولا تهدأ، أسئلة تجعلني استرجع كل الأيام والأوقات في لحظة.. 

أين كنا وأين صرنا؟ 

بالمرور على تدوينتي الأخيرة أشعر وكأنه قد مر عليها سنوات ولكنها ما كانت إلا تسعة أشهر! تسعة أشهر غير اعتيادية، تلونت بكل الألوان ومرت فيها مختلف الأحداث وعشنا فيها كل المشاعر حلوها ومرها، 

تلك الأيام كانت أشبه بمرآة كبيرة تارةً يترأى لي فيها أني أرى الحقيقة، وتارةً سرابًا يزيد تيهي وحيرتي.. لكن وحدها اللحظة التي تجلى لي فيها أن أتأمل حالي، أن أغير الموضع، أن أوقف الزمن، ألا أبحث عن مهرب جديد يخدرني موضعيًا، أن أتقين، طلبت الله كثيرًا أن يأخذ بيدي، لم أعد أعول عليّ ولا على أي شيء، وفي لحظة ضعف بدأت أبصروهج أمل يترآى، وأيقن أن الأبواب الذي ظننتها أوصدت لازالت مُشرعة، وأن الفرص ليست كل جديدٍ يُطرق بل ربما كان كل الذي ظننته ثُقلي وكربي، وأتلمس النور بقلبي لعلي أجد في ذلك هدى..

سحبت نفسي تلك المدة، وجزء من ذلك الانسحاب كان سأمًا من موجة (الحجر الصحي- كوڤيد١٩ - وما إلى ذلك) كنت قد عبرت عن ذلك بشتى الطرق لكن هنا في صفحتي الأحب رأيت الصمت أبلغ من كل الكلمات، في ذلك الوقت تعلمت أن أدون لنفسي، أن أحاول صياغة ما يجول في خاطري، أن أرى انعكاسي في مرآة تلك الأسطر، وهذب ذلك شيئًا داخلي كان عصيًا على الفهم، أبذلك أظن نفسي وصلت؟ لا.

لكني أكثر استقرارًا اليوم من ذي قبل، أتهادى على مهلي وقلبي يتبع النور.

تعلمت كثيرًا من الكتابة، لسنوات عديدة كتبت ونشرت وخلق لي ذلك صوتًا ولغة اتصال جديدة مع المحيط حولي، لكن فكرة أن أكتب لنفسي لم يكن شيئًا اعتدته من قبل، -إن تغافلنا عن مذكرات المراهقة- ساعدتني الكتابة في الاتصال مع ذاتي، والخروج من الروتين الذي تحول إلى شيء متكرر برتابة أرعبتني، قيدتني وكأني أعيش اليوم نفسه برداء مختلف، ولكن ما الفارق إن كان الجسد فقط هو ما يرتدي الجديد؟

بدأ الأمر بكتابات في مطلع يومي، استفتح بها الصباح، أنفض العالقات وأشكل خطوط يومي الأولى بتفهم واستيعاب لذاتي، أو بالأصح محاولات غير مثالية للوصول إلى ذلك. كانت كل الطرق تؤدي إلى استنتاج واحد : افسحي مساحة الأخطاء لنفسك!

بعدها بفترة انقلبت عادة الكتابة إلى تلخيص وامتنان لنهاية اليوم، تعلمت الحمد، تعلمت أن استذكر النعم أولًا، تعلمت أن قبل كل نقمة كان هناك نعمة أوصلتني إليها بطريقةٍ ما، وكيف لي أن أتذمر من تكرار الأيام دون تذكر نعمة أني بصحتي ومعافاة كفاية لاستقبال كل يوم بطاقة متجددة!



سعيدة باقدامي على هذه التجربة التي ملأتني قبل أن تملأ دفاتري، وهنا أوثق امتناني الكبير للمدونة الصديقة والرهيبّة حنان علي🤍 لتشجيعها هذه التجربة وأن نبدأها معًا.

سعيدة أن الصدف أدت بنا للتواصل مجددًا.



بمجرد أن بدأت محاولة التدوين انهمرت علي الكثير من الحكايا والأمور التي أود قولها، وكأن الأمر أشبه بالاتصال بصديق قديم وموافاته بالمستجدات بكل لهفة لكني سأمسك ما تبقى لأعود مجددًا، قبل عدة أيام ذكرتني قصص انستجرام بأني قد أكملت العام السادس منذ أن بدأت مشاركة رحلتي في هذه المساحة، ياه كم مر على تلك المريم الصغيرة!

هل أنا اليوم هي النسخة المستقبلية؟

وهنا أعاود سؤالي أين كنا وأين صرنا؟




أيام أكتوبر أعانتني على انتشال نفسي، وبخطوات مترددة وقفت مجددًا، ولازلنا في سعيٍ مستمر.. 

نستمر وتستمر المقاومة واستيعاب موطن الخلل بدلًا من الهروب، مشاريع جديدة، وخطط انطلاق.


وأخيرًا، أنهي هذه التدوينة بعد أن قضيت وقتًا طيبًا أشاهد حلقات جزء جديد من إحدى المسلسلات التي كنت أتابعها وأترقب حلقاتها كل خميس، تفصيلة صغيرة ذكرتني بالروتين القديم ولازلت لا استوعب كيف انتهى بنا الحال نتكلم عن حياتنا وكما لو كانت جزئين مختلفين ويغلب عليهم طابع اعتياد مختلف تمامًا، لكن الأهم من ذلك أن نبقي على خيط الأمل ونرقب القادم بقلوب مفتوحة لاستقبال الحياة والنور. ✨



شكرًا على وقتكم، ممتنة جدًا 🤍



You May Also Like

0 التعليقات

Instagram