مذكراتي | عن عشوائيات أكتوبر

by - 11:26:00 م


صباح / مساء سعيد عليكم يا أصحاب! 

كيف كانت أيامكم؟ 
عني كان أسبوعًا جيدًا وحافل نوعًا ما، حافل بالطاقة والإنجازفي المهام، الأسبوع الذي أعلنت فيه تصالحي مع أكتوبر بعد أن خيب توقعاتي في أسبوعه الأول، عن الشهر الذي غدى يبهرني مؤخرًا، فرص جديدة وخطط مجدولة للأيام القادمة، حماستي تنمو مع الأيام، وتغذيني طاقة حضوري الكافي لحصص التمارين الرياضية التي يزيد تيقني بأثرها العظيم مع كل التطور وكل النشاط الذي يزيد إنتاجيتي على جميع الأصعدة.





وتغرب شمس يوم وتصحب معها أيام، فرص جديدة، وخطوات أولى محفوفة بثقة التطلع للتجارب المختلفة، نكبر مع الأيام وتكبر الأيام فينا.. 



شاءت الأقدار أن تعرفني الأيام على صديقة جديدة، بخفة ولطف غيمة، وما أن بدأت محادثات تعارفنا حتى توالت مصادفات المتُشابهات بيننا التي لم أكن أتوقعها! والاهتمامات التي تقاطعت وجمعت دوائرنا، سعدت جدًا بمبادلة الحديث فيها بالأخص ذائقتنا الموسيقية المشتركة، بعث ذلك بهجة غامرة في أيامي الأخيرة، وزادني تعلقًا بهذا الانتماء الجديد :)

وباستذكار ذلك مرت علي سلسلة أحداث توالت لتؤدي إلى نتائج لطيفة وكبيرة نوعًا ما أسعدت أيامي، أحداث بدأت بقرار صغير ومتردد وانتهت بي هنا ويحلق في بالي تساؤل ما كان لو أني تراجعت؟ بامتنان عظيم لازلت أقر أني لست في أكثرالأماكن استقرارًا لكن سعيدة جدًا وحياتي ملأة. 



إضافات ملونة إلى مجدولات أكتوبر! لازلنا في الخطوات المبدئية لكن كل حماسة لأشارككم تفاصيل ما بعد ذلك



مطالع الفصل الجديد، السماء المكتسية السحب والزاهية بالزُرقة، نسائم الهواء البارد، صوت الأمواج وحركاته التي داعبت قدماي، تفاصيل صباح مبكرمنكه ببوادر توديع الأيام الحارة ومستعدًا للأجواء الجديدة بكل زهو، اتنفس كل لحظة وأملأ صدري بها. 



انتهيت اليوم من الاستماع إلى أطول كتاب صوتي اخترت قراءته، وكان ذلك واحد من أفضل الخيارات في هذا الشهر، أن اخترته رفيقي، أوقات عملي، وتارةٍ رفيقي في الطرقات..
قبل أن أبدأ هذا الكتاب كنت قد سمعت أطراف حديث عن تشرنوبل، وعن المسلسل التلفيزيوني الذي صور تلك المأساة، ولكن ذلك لم يمنعني من الوصول لأشد حالات الرهبة والذهول تجاه ذلك الحدث الجلل، كانت عبارة عن حكايا مشبعة بالحزن والخيبة، وأشد تلك الخيبات كانت أن الإنسان فيها كان عدوًا للإنسان، دوامة من القصص مروية بأصوات من عايشوها، وكأنها شريط لما مر على أعينهم  وأحرق قلوبهم قبل أجسادهم..
يعيب  على هذا الكتاب أحدهم قائلًا أن حكاياته كانت تحوي مشاهد مكررة كدوامة، ولكني رأيت في تلك الدوامة الكثير، سخط وانعدام حيلة ربطتهم كلهم ببعض، ترابطت قصصهم كأنها صلاة طويلة، صلاة تشرنوبل التي كانت تستميت لتلقى إلاجابة، المعجزة! 
عن الحب، الحب الذي حُكم عليه بالإعدام قسرًا وظلمًا، حب الأمهات والآباء لأبنائهم، حب الأحباء ببعضهم، حب الزوجات لأزواجهن، وعن حلاوته التي استحالت إلى مرارة. 



ونختم يوم جمعة حافل بكوب قهوة، وكعكة تمر مخبوزة منزليًا، دافئة وتعبق برائحة الهيل، وضحكات العائلة والعيون المسمرة على الشاشة، مساء سعيد عليكم يا أصحاب، طابت أيامكم، وشكرًا على وقتكم!

You May Also Like

1 التعليقات

Instagram