صباح/مساء سعيد يا أصحاب!
أهلًا بالجمعة، مُجددًا وعلى الوعد المسبق، أغمض عيناي واسترجع مشاهد عشوائية من أسبوع مضى سريعًا، وحافلًا في الوقت نفسه!
متأرجح، خفيف، مُحلق، بعينان معلقة نحو السماء، نبضات متسارعة، كلمات بعثرة تروي حكاية بشغف طفل، مع رفقة طيبّة، حيث لا وجود للحدود، لحظات حقيقية، حتى الزمن يقف فيها داهشًا.
أمشي بخطوات سريعة، قدماي لا تبرح نفس المكان وعقلي يجول أماكن أخرى، تثقلني تساؤلات كثيرة، لكن دفئًا يهطل على قلبي، ويترنم في أذناي صوت ألفته، حفظته وأحببته، أبحث عني بين الأشياء، بين التوقعات والخطط، وما يعني كل ذلك؟
أأغمض عيناي هذه المرة أم قلبي؟
نفس المكان، خطوات مدججة بإصرار وعينان لا تحيد، لا التفاتة إلى الوراء.
استجمعني وأمضي.
أماكن قديمة بمشاعر جديدة، منعش ومألوف، ومشبع بالحب والانتماء، حنين للأوقات والذكريات.استذكار للأحضان والكلمات الحلوّة، عن طمأنة العودة للناس! العودة لما يزهو المكان، العودة لروحه.
أن تخلق من مواطن الضعف تحديًا جديدًا، تبدأ من تلك العثرة الصغيرة، تتنفس ببطء وعمق، ثابت بقوة المحاولات، بقوة الاستمرار. تسبق نفسك، وتعيد التكرار، تكرار الانتصارات أماك أكبر تحدي، تحدي مخاوفك، وحدود رسمها ذهنك.
يشرق الصباح على المدينة، بداية جديدة ليوم اعتيادي، تجري الأحداث متناغمة، على نمط واحد، وما أن تنسل آخر لحظات الصباح، حتى يبدأ ذلك اليوم في تفرده، تُفتح أبواب فرص وتُبدد الرتابة بحماسة البدايات، وكثرة التوقعات.
أن تقرأ الرسالة مرارًا، تومض عيناك فرحة، يبهج الأمل روحك وتتأهب للقادم، تتأهب للمرجو، أطرافك باردة من فرط التوتر، ولكن في قلبك شعلة لا تنطفئ، نور أمل وإيمان، إيمان عظيم!
مشاهد من جلسات الصُحبة التي تورثك خفتها، وتتركها، بعد أن ملأت فراغ يومك ضحكات، عن عفوية الحكايا، عن دهشة معرفتنا للتفاصيل الصغيرة في حياة أشخاصنا الجُدد، عن العلاقات الخفيفة التي لا تثقلها توقعات، ولا تؤطرها رسميات، صحبة للصحبة.
ومع نهاية أسبوع، تربيتّة حنونة على الكتف على شكل كوب دافئ، وصباح هادئ كأفضل مكافأة تعبر عن "أبليت حسنًا".
نهاية جمعة طيبة لكم، وشكرًا على وقتكم!